تبذل المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي – وهي منظمة غير حكومية أنشئت عام 1989 وتتخذ من لندن مقرها الرئيسي - جهودا مكثفة لإصلاح عدالة الأحداث مراعية الأخطار المادية والنفسية المباشرة التي تهدد الأطفال الموجودين في نزاع مع القانون ، مؤكدة على الحاجة إلى استخدام التجريد من الحرية كآخر ملاذ ، والتشجيع على تطبيق بدائل غير سالبة للحرية مع الحد من الحبس الاحتياطي والتوقيف الإداري.

وقامت المنظمة بدورها باستحداث برامج خاصة بقضاء الأحداث وأدرجتها ضمن إصلاحات أوسع للسجون وقوانين العقوبات في جنوب آسيا وفي إفريقيا وجنوب أمريكا ووسط وشرق أوروبا.

وضمن تركيز عمل المنظمة على قضاء الأحداث بشكل خاص على المستويين الوطني و/أو الإقليمي ، تقوم المنظمة بتنفيذ عدة أنشطة ذات العلاقة ، كما تقوم بتقييم برامج عدالة الأحداث في العالم العربي والاستفادة من التجارب في وضع الخطط المستقبلية أساسا لطرح استراتيجيه لمعالجة الأوضاع والرفع بمستوى التعامل مع الأحداث في العالم العربي بما يتوافق مع المعايير الدولية في إطار الاحتياجات المحلية والوطنية والإقليمية. 

ولا بد من التأكيد على أن الغاية من هذه الإستراتيجية هي معالجة قضايا الأحداث في الإطار التربوي الإصلاحي وإبعاد الأطفال عن النظام القضائي الجنائي .

إن الخطورة في تعريض الأطفال في سن مبكرة إلى القضاء الجنائي يكمن في تدعيم الاتجاه الانحرافي لديهم والذي يؤدي بهم إلى السلوك الإجرامي .

وهنا يبرز بشكل واضح الاحتياج الكبير لكيفية التعامل مع الأطفال وبالخصوص الأحداث الجانحين سواء من خلال النظر في التشريعات القائمة أو كيفية تفعيل هذه التشريعات على ارض الواقع.